کد مطلب:355746 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:394

بحث المسائل علی أسس متقنة


فی كلّ مسألة لابدّ وأنْ یكون البحث فی تلك المسألة علی أُسس متقنة مدروسة، فتارةً یكون طرف البحث والخطاب شیعیّاً إمامیّاً مثلك، فأنت تباحثه وتحتج علیه بما هو حجة فی داخل المذهب، فلك حینئذ أنْ تستدلّ علی رأیك بروایة فی كتاب الكافی مثلاً.

وأمّا إذا لم یكن شیعیّاً اثنی عشریّاً مثلك، فالامر یختلف... لابدّ وأنْ یكون البحث بینكما ابتناءً علی قضایا مشتركة، وعلی أدلّة مشتركة.



[ صفحه 10]



الادلّة المشتركة

أوّلاً: القرآن الكریم.

ثانیاً: العقل السلیم.

ثالثاً: الروایات الواردة فی السنّة المتفق علیها بین الطرفین، أو تحتجّ علیه من السنّة بما هو حجّة عنده وإنْ لم یكن حجةً عندك، ولیس لك أنْ تحتج علیه بكتاب الكافی، كما لیس له أنْ یحتج علیك بكتاب البخاری.

إذن، لابدّ وأن تكون هناك نقطة وفاق واشتراك حتّی یتحاكم الطرفان إلی تلك النقطة، من كتاب، أو سنّة مسلّمة بین الطرفین، أو قاعدة عقلیّة قرّرها جمیع العقلاء فی بحوثهم.

أمّا إذا كان طرف الخطاب سنّیّاً، ولا یوافق علی كتاب البخاری، بل لا یری صحّة شی ء من الصحاح الستّة، فلابدّ حینئذ من إقامة الدلیل له ممّا یراه حجّة، من الكتاب أو العقل، فإن أردنا أن نقیم الدلیل علیه من السنّة، فلابدّ وأن نصحّح الروایة التی نحتجّ بها، لكی یلتزم بتلك الروایة، لانّها إذا صحّت علی ضوء كلمات علماء الجرح والتعدیل عندهم، فلابدّ وأن یلتزم بتلك الروایة.

قد یكون فی هذا الزمان بعض الباحثین من لا یقول بصحّة



[ صفحه 11]



روایات الصحیحین فضلاً عن الصحاح كلّها، وإنّما یطالب بروایة صحیحة سنداً، سواء كانت فی الصحیحین أو فی غیر الصحیحین، فإثبات صحّة تلك الروایة لابدّ وأنْ یكون علی ضوء كلمات علماء الجرح والتعدیل من أهل السنّة بالنسبة لرواة تلك الروایة، حتّی تتمّ صحّة الروایة، ویمكنك الاستدلال بتلك الروایة، فإنْ عاد وقال: لیست كلمات علماء الجرح والتعدیل عندی بحجّة، هذا الشخص حینئذ لا یتكلّم معه ویترك، لانّ المفروض أنّه لا یقبل بالصحیحین، ولا یقبل بالصحاح، ولا یقبل بروایة فرض صحّتها علی ضوء كلمات علماء الجرح والتعدیل من أئمّتهم، حینئذ لا مجال للتكلّم مع هكذا شخص أبداً.

لكن المشهور بین السنّة أنّهم یرون صحّة أخبار الصحیحین، وإن كنّا أثبتنا فی بعض بحوثنا أنّ هذا المشهور لا أصل له، لكن المشهور بینهم هذا. وأیضاً المشهور بینهم صحّة روایات الصحاح الستّة، وإنْ اختلفوا فی تعیین تلك الصحاح بعض الاختلاف.

وإنّ المسانید أیضاً كثیر منها معتبر، كمسند أحمد مثلاً، وإنْ كان بعض كبارهم لا یرون التزام أحمد فی مسنده بالصحة، لكنْ عندنا شواهد وأدلّة تنقل بالاسانید عن أحمد بن حنبل نفسه أنّه



[ صفحه 12]



ملتزم فی مسنده بالصحّة. وهناك كتب أُخری أیضاً مشهورة.

ونحن فی بحوثنا هذه لا نعتمد إلاّ علی الصحاح، والمسانید، والكتب المشهورة، بعد الاستدلال بالكتاب، وبالعقل، فإذا وصلت النوبة إلی السنّة نستدلّ بالاحادیث المعروفة المشهورة الموجودة فی الكتب المعتبرة المعتمدة، الروایات المتفق علیها بین الطائفتین.

فكما أشرنا من قبل، لابدّ وأن تكون الروایة متّفقاً علیها بین الطائفتین، بین الطرفین. هذا الاتفاق علی الروایة من نقاط الاشتراك، كالقرآن الكریم وكالعقل السلیم.